تقاليد العيد في قطر راسخة لم تتغير عبر السنين
بالعود والبخور ورائحة القهوة العربية تستقبل الأسر القطرية أول أيام عيد الأضحى المبارك وعلى أصوات التكبيرات والتهليلات تتجمع العائلة في منزل الجد والجد لتهنئتهم بالعيد إحياء لسنة العيد.. وقد كان للعيد أيام زمان رونق خاص ويتميز بعاداته وتقاليده الجميلة الأصيلة باعتباره مناسبة دينية واجتماعية مميزة لها طابع خاص لدى المسلمين في كل أنحاء العالم.. وأن ما يميز العيد هو الطابع الروحي والاجتماعي وصلة الرحم التي تكاد لا تنقطع طوال أيام العيد المبارك.
كما أن أبرز ما يميز العيد هو التواصل مع الأهل والأقارب والزيارات الاجتماعية والتجمعات التي تترك أثرا طيبا في نفوس الأسر وخاصة الأطفال، كما أن صلة الرحم تكثر من الأعياد والمناسبات حيث يجتمع كافة أفراد الأسرة عند منزل الجد والجدة ويقدمون لهم التهاني ويشاركونهم غداء العيد، وتبقى المجالس عامرة بالمرتادين والأقرباء طلية أيام العيد. كما أن التواصل والتلاحم والتقارب الأسري هي إحدى العلامات الهامة التي تميز الأعياد عن غيرها من المناسبات الأخرى وهذه العلامات تعتبر من أكثر ما يميز العيد، حيث أننا نكاد لا نرى أي عائلة تستمتع بالعيد بمفردها، بل لا بد أن تتشارك مع الأهل والأقرباء، هذه المناسبة الدينية الهامة التي تحث على العديد من المبادئ السامية.
وللأطفال نصيب الأسد من فرحة العيد حيث إنهم ينتظرون يوم العيد بصبر وشغف وفرحة كبيرة وخاصة مع شراء الملابس الجديدة والخروج إلى الحدائق وزيارة الأقارب. ويفرح الأطفال كثيراً بأيام العيد، لأنَّهم يحصلون على العيدية التي تُقدّم لهم من قبل الأعمام والأخوال والأقارب وهي من العادات الحسنة التي توافق الشريعة الإسلاميّة وتُدخل السرور إلى جميع نفوس المسلمين سواءً كانوا كباراً أو صغاراً. كما أن مظاهر العيد عند الأطفال لا تقتصر على الناحية الشكلية فقط بل تتعداها لتكون فرحة الطفل بالملابس الجديدة وتناول الحلوىات و الحصول على العيدية.كما أن الموائد القطرية عامرة خلال العيد، ومليئة بأصناف وأشكال من الحلويات والفواكه والمكسرات إلى جانب غداء العيد، وهو عادة ما يقام في وقت مبكر ما بين الساعة 10 صباحا ولغاية أذان الظهر، وخلال هذا الوقت يكون الغداء، عبارة عن خروف العيد، جاهزا للتقديم، وكل من يأتي يجب أن يتناول طعام الغداء، كما أن منزل كبير الأسرة هو عبارة عن حاضنة للجميع يستوعب الكبار والصغار على حد سواء.
وتعتبر (فوالة العيد) عادة قديمة وتقليداً تراثياً متأصلاً في الذاكرة الشعبية يتوارثها جيل بعد آخر، لارتباطها الثقافي والاجتماعي بحياة الأولين فضلاً عن كونها تمثل الكرم وقيم الضيافة العربية بتقاليدها النبيلة.
حيث أن الفوالة كانت متواضعة وتحتل مكاناً خاصاً على صدر المجالس وتختلف عناصر الضيافة من منزل لآخر، فكانت تضم أكلات شعبية مثل الثريد والهريس والعيش باللحم وغيرها، وأيضا تحتوي على خبز الرقاق واللقيمات والرهش والساغو والعصيدة والخبيص. وزمان أوّل لم تكن الحلويات حاضرة كما اليوم، فقد كانت تقتصر على الخبيص والساجو إلى جانب تقديم الرطب والتمور والقهوة العربية ضمن طقوس الضيافة في العيد بصفة خاصة والمناسبات الاجتماعية بصفة عامة. كما أن إعداد الفوالة مهمة نسائية بامتياز، حيث تحرص ربات البيوت على تجهيزها بالعناصر والمأكولات كافة كرمز للضيافة والترحيب بالأقارب والأهل، حيث يتم تجديدها يومياً، وتستمر طوال أيام العيد، وهناك فروق جوهرية بين فوالة الأمس وفوالة اليوم، فالجميع يحرصون على الجلوس إلى «الفوالة»، لتبادل عناصر الضيافة بين الجيران والأقارب.