قطر: الخليج أصبح مؤثراً أكثر من القوى الوسيطة في العالم
قال مستشار رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، المتحدث الرسمي للوزارة ماجد الأنصاري، إن دول منطقة الخليج ذات الحجم “الجيواستراتيجي” المحدود أصبح لها تأثير أكبر من “القوى الوسيطة” في المنطقة والعالم.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الأنصاري في فعالية بعنوان “دول صغيرة ذات تأثير كبير.. تحديات ماثلة أمام خليج أصبح أكثر عالمية”، أمس الجمعة، استضافها “منتدى الدوحة” ومؤتمر روما للحوار المتوسطي، حسبما ذكرت وكالة الأنباء القطرية “قنا”.
ورحب الأنصاري في كلمته بالمشاركين في الفعالية الحوارية، وأعرب عن أملة في أن تكون “تجربة أولى تُبنى عليها تجارب أخرى في الحوار بين الخليج وأوروبا” الذي وصفه بـ”المهم”.
وأوضح المسؤول القطري قائلاً: “إن الدول الصغيرة أصبح لها خلال الأعوام الأخيرة تأثيرات متنامية على مختلف جوانب السياسة الدولية”.
كما أشار إلى أن “دول منطقة الخليج ذات الحجم الجيواستراتيجي المحدود باتت تتمتع بميزات خاصة، وأصبح لها تأثير اقتصادي وسياسي واجتماعي وإنساني وإعلامي أكبر بكثير مقارنة مع القوى الوسيطة في المنطقة والعالم”.
وتضمنت الفعالية ثلاث جلسات عمل مغلقة وندوة مفتوحة بحضور عدد من المسؤولين والأكاديميين، والخبراء في الشؤون الدولية والدراسات الإنسانية.
وركزت الفعالية على ثلاث ديناميكيات للسياسة الخارجية لتقييم الدور الخليجي المتنامي على المستوى الدولي.
وناقشت الجلسة الأولى الإمكانيات التي توفرها الأحداث الرياضية الكبرى كأداة للدبلوماسية العامة، انطلاقاً من تجربة بطولة كأس العالم التي نظمتها قطر، أواخر العام الماضي.
وتناولت الجلسة الثانية المساعدات الإنسانية، وبحثت دور الدبلوماسية الإنسانية في الشؤون العالمية، واهتمام دول الخليج المتزايد بالأزمات الراهنة، خاصة في جوارها المباشر، بينما ركّزت الجلسة الثالثة على دور التعاون في مجالي الاقتصاد والطاقة لدول الخليج.
يشار إلى أن دول الخليج أدت، خلال السنوات الماضية، أدواراً محورية في قضايا إقليمية وعالمية، أبرزها دور قطر في التوصل إلى اتفاق سلام بين حركة طالبان والولايات المتحدة عام 2021، الذي أفضى إلى انسحاب أمريكا من أفغانستان، إضافة إلى دورها في حل النزاعات بعدة دول واستضافة محادثات بين الأطراف المتنازعة.
كما تؤدي السعودية أيضاً أدواراً محورية في قضايا إقليمية ودولية، سواء في دورها في الاقتصاد العالمي من خلال نفوذها في تحديد حجم الإنتاج العالمي للنفط وأسعاره، وفي التوسط في قضايا النزاعات مثلما يحدث في السودان حالياً، أو عمليات تبادل محتجزين بين روسيا وأكرانيا خلال حربهما المستمرة منذ فبراير 2022.
ومن الدول الخليجية المؤثرة أيضاً سلطنة عُمان التي تؤدي دور الوساطة بين طهران وواشنطن لحل أزمة الملف النووي الإيراني، فضلاً عن التوسط لإرساء السلام في اليمن وإنهاء الحرب فيه.